عبادة مستحبة فمن شاء ثوابها فليؤدها وإلا فلا تثريب عليه في تركها، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: "كان صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يصليها" (رواه الترمذي وحسنه).
وقد ورد الترغيب فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر" (رواه ابن ماجه والترمذي عن أبي هريرة)، وقال الإمام الغزالي عن المواظبة عليها: "إنَّما هي من عزائم الأفعال وفواضلها" (الأحياء1/196).
وعن النَّواس بن سَمْعان-رضي الله عنه-أنَّ النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم-,قال: (قال الله -عز وجل-:ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره). رواه أحمد والترمذي والنسائي، الحاكم والطبراني، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (1146).
وعن عبد الله بن عمرو,قال: بعث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-سرية، فغنموا وأسرعوا الرجعة،فتحدث الناس بقرب مغزاهم،وكثرة غنيمتهم,فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى،وأكثر غنيمة،وأوشك رجعة؟من توضأ,ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى,فهو أقرب مغزى،وأكثر غنيمة،وأوشك رجعة)رواه أحمد والطبراني، وقال الألباني: (إسناده صحيح على شرط مسلم) تمام المنة (257).
وعن أبى أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاه على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب فى عليين ] رواه أبو داود (حديث حسن الترغيب برقم 673 )
وجمع ابن القيم ستة أقوال في حكمها: الأول: أنها سنة مستحبة. الثاني: لا تشرع إلا لسبب. الثالث: لا تستحب أصلاً. الرابع: يستحب فعلها تارة وتركها تارة فلا يواظب عليها. الخامس: يستحب المواظبة عليها في البيوت. السادس: أنها بدعة. وقد ذكر هنالك مستند كل قول. هذا وأرجح الأقوال أنَّها سنة مستحبة كما قرره ابن دقيق العيد.
وقتها:
يبتدئ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها قدر رمح، ويمتد إلى قبيل الزوال، أي وقت قيام الشمس في كبد السماء، والأفضل أن تصلى إذا اشتد الحر، لحديث: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال" (رواه مسلم)، حين تحمي الفصال، فتبرك الفصال من شدَّة الحر.
وأقل صلاة الضحى ركعتان، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: "أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث: وذكر ركعتي الضحى"، ولحديث أنس: "من قعد في مصلاه حين ينصرف من الصبح، حتى يسبح ركعتي الضحى، لا يقول إلا خيراً، غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر" (رواه أبوداود).
وأكثرها ثماني ركعات، لما روت أم هانئ، أن النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح صلى ثماني سبحة الضحى" (رواه الجماعة)، ولمسلم عن عائشة رضى الله عنها: كان يصلي الضحى أربع ركعات، ويزيد ما شاء الله. وأكثر ما ثبت من قوله اثنتا عشرة ركعة". (قال العراقي في شرح الترمذي: لم أر عن أحد من الصحابة والتابعين أنه حصرها في اثنتي عشرة ركعة. وكذا قال السيوطي).
وسُئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن صفة صلاة الضحى : على كم ركعة أواظب على صلاة الضحى؟ هل أبقى على ثمان كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟
الجواب :- صلاة الضحى سنة مؤكدة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم- وأرشد إليها أصحابه، وأقلها ركعتان، فإذا حافظت على ركعتين فقد أديت الضحى، وإن صليت أربعاً، أو ستاً، أو ثماناً، أو أكثر من ذلك فلا بأٍس على حسب التيسير، وليس فيها حد محدود، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى اثنتين، وصلى أربعاً، وصلاها يوم الفتح ثمان ركعات يوم فتح الله عليه مكة، فالأمر في هذا واسع ..
ورد في فضل صلاة الضحى أحاديث كثيرة، نذكر منها ما يلي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد" (صحيح رواه البخاري ومسلم وأبوداود).
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى" (صحيح رواه مسلم).
وعن بُريدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل صدقة" قالوا: فمن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: "النخاعة في المسجد تدفنها، والشيء تُنحيه عن الطريق، فإن لم يقدر، فركعتا الضحى تجزيء عنك" (صحيح رواه أحمد واللفظ له وأبوداود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما).
وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الله عز وجل يقول: يا ابن آدم، اكفني أوَّل النهار بأربع ركعات، أكفك بهن آخر يومك" (صحيح رواه أحمد وأبويعلي، ورجال أحدهما رجال الصحيح).
ملطوش